- في خطوة فريدة هي الأولى من نوعها، وبعد أن تأصلت المعاني الحقيقية في طيات النائب الأردني محمد العشا الدوايمة بأربع محطات أطت أقدامه قطاع غزة شاهد بعينه حجم المعاناة التي ألمت بأطياف الشعب الفلسطيني والكوارث التي أحدثتها الحروب التي شهدها واقعاً وأصر أن يجتاز الحدود وأن ينزع من داخله التهديدات التي قد تلحق به، وانطلق بإرادة قوية نحو الإنسانية التي اعتقد أنها أمانة أخلاقية يجب أن يؤديها لأصحابها، فالشعب الفلسطيني وقطاع غزة هو صاحب الحق في هذه الأمانة، هذه الأمانة التي امتدت جذورها نحو إطلاق المبادرة العربية الفلسطينية لإعادة الإعمار بأجنحة القطاع الخاص، الذي اعتقد أنها المخرج الوحيد من الأزمة السياسية والحصار المطبق على قطاع غزة في حين تستمر معاناة ومأساة الأسر الغزية بين متقلبات الظروف السياسية والأحوال الجوية.
من جانبه حمل النائب الدوايمة مبادرة عربية ذات طابع انمائي استثماري لإعادة الإعمار في قطاع غزة، هذه المبادرة التي ستبنى على أكتاف القطاع الخاص وأصحاب رؤوس الأموال والتجار الفئة التي نجدها في جمعية رجال الأعمال الفلسطينية واتحاد المقاولين الفلسطينيين والغرفة التجارية إلى جانب المؤسسات الإقتصادية ذات الأهمية في قطاع غزة، تلك المؤسسات التي لها دور هام في فرض واقع جديد يلبي حاجة من هدم منزله ومن دمرت بنايته، بعيداً عن المناكفات السياسية والتنظيمية المتنفذه في فلسطين، وبالحياد عن الواقع السياسي الإقليمي المحيط بقطاع غزة، وهنا زرع النائب الدوايمة بذرة تأسيس شركة وطنية تلعب دور هام في إحداث تغيرات جذرية على أرض الواقع.
وفي نفس السياق إلتقى النائب الدوايمة السادة في اتحاد المقاولين الفلسطينيين متمثلاً بنقيب الإتحاد المهندس نبيل أبو معيلق، وجمعية رجال الأعمال متمثلة برئيسها السيد علي الحايك، والغرفة التجارية متمثلة برئيسها السيد وليد الحصري، وتطرق النائب الدوايمة إلى المحاولات التي قام بها من أجل الشروع في إعادة الإعمار والتي حالت دون نجاحها نتيجة التعنت السياسي في الساحة الفلسطينية، الأمر الذي فرض عليه البحث عن بدائل الساسة الذين قد تبدوا لمساتهم في دور ثانوي إذا ما قامت القطاعات الخاصة بالدور الرئيس، ومن جانبه رحب السيد أبو معيلق بالجرأة الإنسانية التي يتحلى بنا النائب الدوايمة ورغبته الجامحة في تقديم العون لقطاع غزة ورفع المعاناة عن أناس ذاقوا ويلات الحروب ومرارة الحصار، كما أثنى السيد الحايك على المبادرة التي تمثل كل عربي غيور على وطنه، فيما اعتقد الحصري أن هذه المبادرة سترى النور في حال منحت القبول الوطني والإقليمي.
ومن جانبه أكد النائب الدوايمة على أن القطاع الخاص هو النواة الأولى لترك بصمة في عملية إعادة الإعمار وكله ثقة بأن تأييد العالم سيصب لصالح المبادرة كونها خارج البوتقة السياسية، وهي الجهة الوحيدة القادرة على منح الضمانات التي تكفل توظيف المبادرة في المهام التي ستنشأ من أجلها.
وفي إطار النقاش الإقتصادي العميق الذي تأصل بأركان الإقتصاد الفلسطيني والوطني حملت المبادرة إلى المجالس التأسيسية والهيئات الإدارية في المواقع الإقتصادية ومؤسساتها لبلورة محاور البيان الختامي الذي سيتلى بتأييد وطني عربي دولي.